A Simple Key For الشر الخير Unveiled

ورأس الشر المعنوي لديهم هو جحود الله جحوداً يطمس مواهب معرفته، ويثير في النفوس تعظيم الحسيَّات وإيثار العَرَض الأدنى، ويبعث على الغدر والكذب، والظلم، والخيانة، والإساءة، والبغض، والأنانية، والشح، ونحوه.

الوسائط

وقد يبدو ذلك من الوضوح بحيث لا يحتاج إلى تعقيب، فالخير بيِّن، والشر بيِّن، وليس يخفى على عاقل أن يجتنب ما يؤذيه، ولا أن يحرص على ما ينفعه..

بيد أن عاقبة كل هذه الأفعال التي ما جاءت في حقيقتها إلا لخير، بدت أول ما بدت للناس سيئة ومنكرة هي كذلك.

وإذن فالخير والشر ليسا بعيدين عن الإنسان، فهما استعدادان أصيلان في نفسه، إذا شاء زكَّى نفسه بالاستمداد لها من جانب الروح، وإذا شاء دسَّاها بالميل مع خصائص الطين وغرائز الحيوان...

.. وخير للمجتمع، لأن تلك الحقيقة بما لها من حواس روحية إنما هي كائن حي، يقوم في قيم الحق وأفق الصفات، على ما يقوم به شخصنا الحسي في قيم المادة، وأفق الاقتصاد... فإذا كان شخصنا الحسي ـ بما له من جوارح ومواهب عادية ـ هو عدتنا في الإنتاج الاقتصادي... فهذا الكائن المعنوي ـ بما قرر له القرآن الكريم من حواس وملكات للوعي الروحي ـ هو لا غيره، عدتنا في إنتاج مثل الحق، وإبداع القيم العليا، التي لا قيام لمجتمع ما بدونها.

  نخله غضـــــة الأفــــنان باســــــقـــــة قالت لأترابـــهــــا والصـــــيف يحتضر بئس القضاء الذي في الأرض أوجدني عندي الجمــال وغيري عنده النــــــظــر لأحبســــن على نفســـــي عوارفــهــــا فــــلا يبين لـــهـــا في غيرهــــا أثـــــــر لذي الجــناح وذي الأظفــار بي وطـر وليــس في العيـش لي فيما أرى وطــــــر أني مفصـــــــلة ظلي على جســــــدي فلا يكـون به طـــــــــول ولا قصــــــــــر ولســـــت مثـــمـــرة ألا على ثقــــــــة أن ليس يطرقني طــــــير ولا بشــــــــــر عاد الربيـــــــع إلى الدنيا بمــــــوكبــــه فأزينت واكتســـــت بالســـندس الشـــجـر وظلت النخله الحمـــــــقاء عـــــــاريةً كــأنهــا وتـــد في الأرض أو حــــجــــــــــر ولم يطــق صــاحـــب البســـــتان رؤيتها فاجتثهــــا، فهوت في النار تســـــتعـــــر من ليـــس يســـخو بما تســـخو الحـياة به فإنه جاهل بالــــحــــرص ينتــــــــحـــر

أما الخير المعنوي فأين مصادره من الحواس وانفعال الغرائز؟  إنه  معنويات صرفة، أو صفات ومُثل خالصة من قبيل ما ذكرنا من الصدق، والأمانة، والعدل، والإحسان... ليس فيها  ما تشهده حاسته أو تنفعل به غريزته.

 كل الأقسام

فمنهج القرآن أخلاقي، وهدفه تربويٌّ، ولا أمل في دعوة أو نصيحة، ولا دين أو عقيدة - إلا إذا اطمأنَّ الإنسان، أن أبواب الخير مفتوحة أبدًا، وأن السعي من أجل الآخرة، والمثل الأعلى متيسِّر على الدوام، وهذا ما فعله دستورنا الرباني، ونجح في تصويره كأعظم وأروع ما يكون النجاح.

الشيخ : هذا رجل قيل له إن ولدك لا يبرأ إلا بالكي، فأحمى الحديد على النار وكوى ابنه، الكي الي هو المفعول شر ولا لا؟ شر لكن الفعل خير ولا لا؟ خير لأن هذا الذي كوى ابنه ما أراد إيلامه ولا أراد ضرره إنما أراد الخير.

شأنهم وشعورهم لأول وهلة، كحال وشعور أبوي الغلام القتيل بلا ذنب جناه، وشأنهم شأن أرباب السفينة التي خرقها بين أيديهم رجلا أسدوا له جميلا، قابل إحسانهم باتلاف مركبهم الوحيد، قبل ان يترجل عنه.

قَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الوليد، حدثنا ابن جابر، حدثني بئر بن عبد الرحمن الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ حذيفة بن اليمان يقول: كنا النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِيَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ:

وكذا في هذه الحرب التي عشنا ونعيش لأشهر خمس صوراً الشر في هالوقت اكثر من الخير من ويلاتها ومراراتها الفاجعة، هي فعل منكر بالتأكيد، من الطبيعي أن تأباه وتكرهه نفوس النساء والرجال الأسوياء، وإن إنطوت علي شيء من خيرٍ، يظل خيرا وإن لم نراه، ولذا فإن هؤلاء الرجال والنساء يتصورون ان هذه الحرب الي الآن علي الأقل محضُ شرٍ، لا يجدون في غضونه، أو يلتمسون بين ثناياه وتضاعيفه، أي بارقة أمل، أو أدني صورة خير.

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15

Comments on “A Simple Key For الشر الخير Unveiled”

Leave a Reply

Gravatar